تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {ولذكر الله أكبر}

صفحة 18 - الجزء 5

  وقيل: أريد بعض المصلين لا جميعهم، كما يقال: إن زيدا ينهى عن المنكر، وليس غرضك كل منكر.

  وقيل: ينبغي أن تنهاه صلاته، كقوله: {وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً}⁣[آل عمران: ٩٧] فهو خبر يراد به الأمر.

وقوله تعالى: {وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ}.

  في معنى ذلك وجوه:

  الأول: أن المراد ولذكر الله بالصلاة أكبر من غيرها من الطاعات، وسماها بذكر الله تعالى كما قال تعالى: {فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ}⁣[الجمعة: ٩].

  الثاني: أن المراد {وَلَذِكْرُ اللهِ} وذكر نهيه عند فعل الفحشاء {أَكْبَرُ} في النهي من الصلاة.

  الثالث: مروي عن ابن عباس، وابن مسعود، وسلمان، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة. وروي مرفوعا أن المراد {وَلَذِكْرُ اللهِ} إياكم برحمته {أَكْبَرُ} من ذكركم إياه بطاعته؛ لأن ذكره تعالى مع الاستغناء وذكركم مع الافتقار، ولأن ذكره لا يفنى، وذكركم لا يدوم.

  وعن ذي النون: لأنك لا تذكره إلا بعد ذكره إياك.

  وعن أبي بكر الوراق: لأن ذكره تعالى أطلق لسان العبد بذكره، وأنطقه بشكره.

  وقيل: لأن ذكر الله لكم بالتوفيق والثواب، والمغفرة أكبر من ذكركم بالطاعة.

  وقيل: المراد ذكر الله أكبر من كل شيء، وقد قال الحاكم: هذا دليل أنه ينبغي أن يديم العبد ذكر الله.

  وقيل: أكبر من أن تحويه أفهامكم وعقولكم.