تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {أموالكم}

صفحة 368 - الجزء 1

  محارمه، فمن رتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه» والرتع حول الحمى، وقربان حيزه واحد، وقد قال القاسم #: يكره الاستمتاع من الحائض لئلا يقارب الحمى، وسيأتي الكلام على هذه المسألة بمشيئة الله تعالى عند ذكر قوله تعالى: {وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ}⁣[البقرة: ٢٢٢].

  قوله تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}⁣[البقرة: ١٨٨]

  السبب في نزول الآية: أنه اختصم امرؤ القيس بن عانس⁣(⁣١) الكندي، وعبدان الحضرمي إلى رسول الله ÷ في أرض، فأراد أن يحلف امرؤ القيس، وهو المطلوب، فنزل قوله تعالى في سورة آل عمران: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ}⁣[آل عمران: ٧٧] فلم يحلف⁣(⁣٢) وحلف عبدان الحضرمي، فنزلت الآية.

  وثمرة هذا: تحريم مال الغير بوجه باطل، من الأكل الحقيقي، وسائر الانتفاع؛ لأن الجميع يسمى أكلا [مجازا].

  قال الحاكم: وإنما خص الأكل بالذكر؛ لأنه معظم الانتفاع؛ لأن من الأموال ما لا يصح أكله.

  وقوله تعالى: {أَمْوالَكُمْ} أي: لا يأكل بعضكم أموال بعض بالظلم،


(١) وفي ب (عابس). في (ح / ص). (عانس بالعين المهملة، والنون المكسورة، والسين المهملة، وعبدان بفتح العين، وكسر الباء الموحدة. (مقاصد).

(٢) سبب النزول في آل عمران غير هذه القصة، وإنما ترك امرء القيس حذرا وتباعدا فقط، فلا يتوهم المنافاة في الكلام. والله أعلم. (ح / ص).