تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {لعلك باخع نفسك}

صفحة 495 - الجزء 4

سورة الشعراء

  

  قوله تعالى: {لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ}⁣[الشعراء: ٣]

  أي: قاتلها. وقيل: مهلكها.

  هذه تسلية له #، وفي ذلك دلالة على أنه لا يجب الحزن، ويحمل الضيق المتعب على كفر الكافر، ومعصية الفاسق، وقد تقدم في باب قوله تعالى: {قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ}⁣[الشعراء: ٢٠] لأنه كان في لسانه عقدة، وفي ذلك دلالة على جواز كون الإمام على هذه الصفة على ما تقدم.

  قوله تعالى: {قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ}⁣[الشعراء: ٢٠]

  قيل: من الجاهلين؛ لأنه فعل ذلك قبل النبوة.

  وقيل: المخطئين، لأنه وكز القبطي. وظن أن ذلك لا يؤدي إلى القتل، وقيل: من الناسين، ولا يصح حمله على الضلال في الدين.

  قال الحاكم: يحتمل أنه لم يكن عاصيا؛ لأنه ظن أنه لا يأتي على القتل.