تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {سوف أستغفر لكم ربي}

صفحة 68 - الجزء 4

  قيل: إن يهوذا هو الحامل له، قال: أنا أحزنته بحمل القميص ملطوخا بالدم إليه، فأفرحه كما أحزنته.

  وقيل: حمله وهو حاف حاسر من مصر إلى كنعان، وبينهما مسيرة ثمانين فرسخا، وفي هذا إشارة إلى أن المعتذر والمخطي ينبغي أن يكون عذره بإظهار التذلل، والتوبيخ لنفسه.

  قوله تعالى: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي}⁣[يوسف: ٩٨]

  قيل: أخّر الاستغفار إلى ليلة الجمعة.

  وقيل: إلى وقت السحر، وقيل: ليعرف حالهم في صدق التوبة، وفي هذا دلالة على أنه ينبغي أن يخص الأوقات الفاضلة بالدعاء.

  وقد ذكر العلماء ¤ تخصيص الدعاء بأحوال كبين الأذان والإقامة، وحالة الفطر، وليلة القدر، وعقيب الصلوات، وفي أماكن الحج، وغير ذلك.

  وفيه أيضا إشارة إلى أن منع اللبس يخالف الحال التي لا لبس فيها، وقد قال أهل المذهب في الصلاة على الجنازة: إن الميت إذا كان حاله ملتبسا قال: اللهم إن كان محسنا فزده إحسانا، وإن كان مسيئا فأنت أولى بالعفو.

  وقيل: أراد الدوام على الاستغفار.

  قال في الكشاف: وقد روي أنه كان يستغفر لهم ليلة كل جمعة في نيف وعشرين سنة.

  وقيل: قام إلى الصلاة وقت السحر، فلما فرغ رفع يديه وقال: