قوله تعالى: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم}
  قوله تعالى: {وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[البقرة: ٢٢٤]
  سبب النزول
  قيل: إن عبد الله بن رواحة حلف لا يدخل على ختنه(١)) بشير بن النعمان، ولا يكلمه، ولا يصلح بينه وبين خصم له، لشيء كان بينهما، وكان يقول: حلفت بالله لا أفعل ... فنزلت الآية.
  وقيل: نزلت في أبي بكر حين حلف لا يصل ابنه عبد الرحمن حتى يسلم.
  وقيل: نزلت في أبي بكر حين حلف لا ينفق على مسطح بن أثاثة، حين خاض في حديث الإفك.
  المعنى: {وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً} أي: علة مانعة، والعرضة(٢): مأخوذ من العرض، وهو المنع، ومنه: عرض العود على الإناء، أي جعله مانعا.
(١) الأختان من قبيل المرأة، والأصهار من قبيل الرجل والمرأة، والأحماء من قبيل الرجل.
(٢) قال الحاكم في التهذيب: (والعرضة أصلها القوة والشدة، ومنه سمي الدابة المعدة للسفر عرضة، ثم قيل: لكل ما صلح لشيء: هو عرضة له، يقال: هذا عرضة لك أي عدة تبتذله قال الشاعر:
فهذي لأيام الحروب وهذه ... للهوي وهذي عرضة لا رتحاليا
وقال ابو العباس: العرضة الإعتراض في الخير والشر، وقيل: الإعتراض المنع، وكل شيء منعك فقد اعترض عليك، والعرضة المانعة من البر عن الأزهري، وبر وحنث في اليمين على التعاقب).