تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما}

صفحة 365 - الجزء 2

  قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها إِنْ يُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُما إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً خَبِيراً}⁣[النساء: ٣٥]

  ثمرة الآية: جواز بعث الحكمين عند التباس الظالم من الزوجين والمسيء، وقوله تعالى: {خِفْتُمْ} قيلك علمتم⁣(⁣١)، وقيل: خشيتم⁣(⁣٢).

  قال أبو علي: هذا خطاب للمؤمنين⁣(⁣٣).

  وعن القاضي: هو للإمام لأنه لا يبعث إلا الإمام أو القاضي من جهته.

  قال في (التهذيب): والولي والمعنى شقاقا بينهما والإضافة⁣(⁣٤) مجاز، وقوله تعالى: {بَيْنِهِما} أي: بين الزوجين ولم يتقدم ذكرهما، ولكن تقدم ما يدل عليه وهو قوله تعالى: {الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ}.

  وقوله تعالى: {إِنْ يُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُما} الضمير في قوله: إن يريدا للحكمين.

  وفي قوله⁣(⁣٥): {يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُما} للزوجين أي: إن صدقت نية الحكمين وفق الله بين الزوجين، وقيل: الضمير للحكمين، بمعنى: إن


(١) الطبري (٤/ ٧٣)، زاد المسير (٢/ ٧٧)، القرطبي (٥/ ١٧٤)، تفسير الطبرسي (٥/ ٩٦).

(٢) الطبرسي (٥/ ٩٦ - ٩٧)، زاد المسير (٢/ ٧٧)، الطبري (٤/ ٧٣).

(٣) الطبرسي (٥/ ٩٦ - ٩٧)، زاد المسير (٢/ ٧٧)، الطبري (٤/ ٧٣).

(٤) قوله: {شِقاقَ بَيْنِهِما} أضيف الشقاق إلى الظرف على طريق الاتساع لأن المصدر لا يضاف إلا إلى الفاعل والمفعول.

(٥) في (ب): وقوله.