تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ومن يعظم حرمات الله فهو خير له}

صفحة 289 - الجزء 4

  وقيل: لأنه عتيق من الطوفان.

  وقيل: لأنه كريم على الله. يقال: فرس عتيق.

  قال جار الله |: فإن قلت قد سلط عليه الحجاج فلم يمنع؟

  قلت: ما قصد التسلط عليه، وإنما تحصن به ابن الزبير | فاحتال لإخراجه، ثم بناه، ولما قصد التسلط عليه أبرهة فعل به ما فعل.

وقوله تعالى: {ذلِكَ}

  قيل: هاهنا وقف، والمعنى هكذا أمر الحج والمناسك، وقيل: ذلك الذي بين لكم كان شريعة إبراهيم فاتبعوه.

  وقيل: ذلك الذي أمركم به في مشاق الحج.

  وقال جار الله: هو خبر لمبتدإ محذوف، أي الأمر والشأن ذلك، وقيل: محله نصب أي افعلوا ذلك.

  وعن الأخفش: المعنى ذلك كذلك، نظيره:

  وإني على جاري لذي حدب ... أحنوا عليه كما يحنو علي الجار

  قوله تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ}⁣[الحج: ٣٠]

  الحرمة ما لا يحل هتكه، فجميع ما كلفه الله تعالى بهذه الصفة فقيل: إن ذلك عام.

  وقيل: ما يختص بمناسك الحج.

  وعن زيد بن أسلم: الحرمات خمس: الكعبة الحرام، والمسجد الحرام، والبلد الحرام، والشهر الحرام، والمحرم حتى يحل.