قوله تعالى: {وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا}
  وروي: «يفعل البار ما شاء أن يفعله فلن يدخل النار، ويفعل العاق ما شاء أن يفعله فلن يدخل الجنة».
  وعن سعيد بن المسيب: إن البار لا يموت ميتة سوء.
  وقال رجل لرسول الله ÷: إن أبوي بلغا من الكبر أني ألي منهما ما وليا مني في الصغر، فهل قضيتهما؟ قال: «لا، فإنهما كانا يفعلان ذلك وهما يحبان بقاءك، وأنت تفعل ذلك وأنت تحب موتهما» وهذا باب واسع، وفيه أخبار وآثار وترغيبات يطول ذكرها.
  اللهم إني أتضرع إليك بذاتك العظمى، وأسمائك الحسنى، أن تصلي على محمد ÷، وأن تغفر لوالدي، وتجزيهما عني أفضل الجزاء، اللهمّ إني استغفرك لهما، وأسألك أن ترحمهما، بجودك وكرمك يا أرحم الراحمين.
  قوله تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً}[الإسراء: ٢٦ - ٢٩]
  هذه الجملة قد تضمنت أمرا ونهيا، فالأوامر أربعة:
  الأول: قوله تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ}
  وهذه عطف على ما تقدم من قوله تعالى: {وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً}
  وقد اختلف المفسرون في القربى الذي أراد:
  فعن ابن عباس، والحسن: أنه أراد قرابة الإنسان أمر الله تعالى بصلتهم. وحقهم: صلتهم بالموادة والزيارة، وحسن المعاشرة،