تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون}

صفحة 351 - الجزء 1

  وقال أبو بكر الإخشيدي: تجوز إجابة دعاء الكافر، ويكون لطفا له.

  ولعل في قوله تعالى: {لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} بمعنى اللام.

  قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَقْرَبُوها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}⁣[البقرة ١٨٧]

  السبب في نزول قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ} الآية أنه لما كان في الصوم الأول، حل الأكل والجماع من غروب الشمس إلى أن يناموا، أو يصلوا العشاء، فإذا حصل أحدهما حرم ذلك إلى الغروب من اليوم الثاني، فجاء رجل من الأنصار إلى النبي ÷ فقال: عملت في النخل نهاري أجمع، فأتيت أهلي لتطعمني فأبطأت فنمت فأيقظتني، وقد حرم علي الأكل، وقد أجهدني الصوم، قال في البخاري: لما انتصف النهار غشي عليه، وذكر أن اسمه قيس بن صرمة.

  [وفي أحكام الهادي #: هو رجل يقال له: أبو قيس، واسمه صرمة بن أنس]⁣(⁣١) وقيل في اسمه غير ذلك، فنزلت الآية.

  وفي الكشاف أن عمر بن الخطاب واقع أهله بعد صلاة العشاء الآخرة، فلما اغتسل أخذ يبكي، ويلوم نفسه، فأتى النبي ÷ وقال: إني


(١) ما بين القوسين ساقط من النسخة أ، وثابت في النسخة ب.