تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {عند كل مسجد}

صفحة 279 - الجزء 3

  الله أحق أن يستحى منه» وهذا كما ذكر الأصم في استدلاله بفعل آدم وحوى.

  أما كشف العورة بين الزوجين قال الحاكم: فحلال طلق⁣(⁣١).

  قوله تعالى: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}⁣[الأعراف: ٢٩]

  هذه ثلاثة أمور مأمور بها:

  الأول: القسط، قيل: هو العدل، عن مجاهد، والسدي.

  وقيل: التوحيد عن الضحاك، وقيل: لا إله الله عن ابن عباس، وقيل: جميع الطاعات عن أبي مسلم. قال الحاكم: وهو الوجه الثاني.

  قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}⁣[الأعراف: ٢٩]

  قيل: أراد توجهوا إلى قبلة كل مسجد في الصلاة على الاستقامة، عن مجاهد والسدي، وابن زيد، وقيل: إلى الكعبة عن أبي علي، وأكثر المفسرين، وقيل: بالإخلاص لله لا تريدوا غيره، عن الربيع.

  وقوله تعالى: {عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} أي: وقت كل سجود، أو مكان كل سجود.

  الثالث: قوله تعالى: {وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} وقد تكرر الأمر بالإخلاص.


(١) في شمس العلوم: هو طلق - بكسر الفاء - أي: حلال، ومثله في الفصول في بحث المباح.