تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب}

صفحة 171 - الجزء 5

  لا يضلل بعضهم بعضا، بل يجتمعون على النظر في الدليل، ولم يرد تعالى الشرائع التي من مصالح الأمم، فإنها مختلفة. قال تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً}⁣[المائدة: ٤٨].

  وثمرة الآية: وجوب النظر والمنع من التقليد في أصول الدين.

  قوله تعالى: {وَقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللهُ مِنْ كِتابٍ}⁣[الشورى: ١٥]

  أي بجميع الكتب المنزلة.

  قال في عين المعاني: وهذا ليس بإيمان بمجهول بل بمعلوم جملة وإن لم يعرف تفصيله.

  فإن قيل: هل يرد هذا إلى البيان مثل أن يصلي صلاة العيد، وينوي على الوجه الذي يريده الله تعالى.

  قلنا: هذا ليس بنظير؛ لأن الإرادة من الله تعالى مختلفة بحسب اختلاف المذاهب، فالله تعالى يريد من الحنفي في الوتر أن يريد بها الوجوب، ومن الشافعي أن يريد بها المسنون، وهكذا غيره، ولكن لهذا نظير وذلك النية المجملة نحو: أن ينوي المصلي ما يصلي أمامه، حيث التبس عليه هل ظهر أم جمعه⁣(⁣١)، وسائر الصور، وكذا إذا قال: اللهم إني آذنتك بكل ما تريده وما يريده رسولك مني، فإن التبس على رجل هل الوقت باق أو فائت، ونوى أن يصلي على الوجه الذي يريده الله منه، وقصده هل أداء أو قضاء احتمل أن يصح، وهذا جلي على أصل الهدوية، أن النية المجملة تصح، وينوي في صلاة رباعية أنه يصليها عن التي عليه في معلوم الله.


(١) فقط عند المؤيد بالله #.