تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه}

صفحة 112 - الجزء 2

  وأمر به ÷ أن يعلق، فجعل من رآه من المسلمين يقول: بئس ما صنع صاحب هذا الحشف.

  وقوله تعالى: {وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} هذا تأكيد للزجر عن إخراج الرديء.

  والمعنى: لو كان لكم دين لم تأخذوا الرديء {إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا} أي: تسامحوا، مأخوذ من قولهم: أغمض فلان عن بعض حقه إذا تسامح، وغض بصره.

  ويقال للبائع: أغمض، أي: لا تستقص، كأنك لا تبصر، قال الطرماح:

  لم يفتنا بالوتر قوم وللض ... يم رجال يرضون بالإغماض

  وعن الحسن: لو وجدتموه في السوق يباع ما أخذتموه، حتى يهضم لكم في ثمنه.

  وقيل: لو أهدي إلى أحدكم ما قبله إلا عن استحياء، فكيف يخرجه في الصدقة.

  واختلفوا ما أراد بالإنفاق. فقيل: القرض، وقيل: أراد النفل. وقال القاضي: ذلك يعم، وقواه الحاكم.

  ثمرات الآية: وجوب الزكاة في أموال التجارة، وهو مذهب أكثر العلماء، خلافا لأهل الظاهر.

  ووجوب الزكاة فيما تخرج الأرض⁣(⁣١)، وفي الآية إجمال، وبيان ذلك من جهة السنة، ثم إن أبا حنيفة أخذ بالعموم فقال: لا يعتبر النصاب.

  وقال الشافعي: ذلك مخصص بالسنة، كقوله ÷ (ليس فيما دون


(١) هلا قيل: تدل على وجوب الخمس في المعادن، فينظر ولعله كذلك. (ح ص).