تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فقاتل في سبيل الله}

صفحة 410 - الجزء 2

  السرايا من غير علم، فيذيعونها فتحصل مفسدة، وقيل: إنها نزلت في المنافقين؛ لأنهم كانوا يظهرون أسرار رسول الله، ويبادرون بأخبار السرايا فيذيعونها، وقيل: إنه # لما اعتزل نساءه أذاع ناس أنه # طلقهن⁣(⁣١).

  وثمرة ذلك: أنه يجب كتم ما يضر إظهاره المسلمين، وأن إذاعته قبيحة، وأنه لا يخبر بما لا يعرف صحته، وتدل على تحريم الإرجاف على المسلمين وعلى أنه يلزم الرجوع إلى العلماء في الفتيا، وتدل على صحته الاجتهاد والقياس لأنه استنباط.

  قوله تعالى: {فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ} وقوله: {وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ}⁣[النساء: ٨٤]

  ثمرته: وجوب الجهاد، ووجوب الحث عليه والتحريض⁣(⁣٢).

  قوله تعالى: {مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها}⁣[النساء: ٨٥](⁣٣)

  اختلف المفسرون ما أراد بالشفاعة⁣(⁣٤)، فقيل: الشفاعة الحسنة ما


(١) مسلك (٢/ ١١٠٥)، زاد المسير (٢/ ١٤٥).

(٢) مع قوله تعالى: {لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.

(٣) {كِفْلٌ مِنْها} أي: نصيب من وزرها مساولها في القدر، والكفل والصغر، قال تعالى: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} أي: مثلين ذكره في شمس العلوم، وفي الصراط المستقيم: (إنما قال في الحسنة نصيب لإطلاقه على القليل والكثير، وفي السيئة {كِفْلٌ} لأنه إنما يقال في المثل، وفي الرديء، وأما قوله تعالى: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} يكفلان لكم العذاب. اه (ح / ص).

(٤) الكشاف (١/ ٥٤٩)، والطبرسي (٥/ ١٧٨) الخازن (١/ ٤٠٤)، القرطبي (٥/ ٢٩٥)، زاد المسير (٢/ ١٥٠ - ١٥١)