تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون}

صفحة 188 - الجزء 5

  الأمر الثاني: جواز الحلية من الذهب والفضة وغيرهما للنساء، ذكر ذلك أبو العالية وهو إجماع.

  الوجه الثاني: أنه أراد الأوثان.

  الثالث: أنه أراد التماثيل من الذهب والفضة التي يعملونها.

  قال جار الله |:⁣(⁣١) وفي هذا إشارة إلى أن النساء في الزينة والنعومة من المعايب والمذام، وأنه من صفات ربات الحجال، فعلى الرجل أن يتجنب ذلك، ويأنف منه ويعيش كما قال عمر ¥ اخشوشنوا، واخشوشبوا، وتمعددوا، معنى اخشوشنوا أي: البسوا الخشن، ومعنى اخشوشبوا، أي: كلوا الخشن من الطعام، وهو ما لا يشتهى أكله، ومعنى تمعددوا أي: تشبهوا بمعد.

  قوله تعالى: {إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ}⁣[الزخرف: ٢٢]

  ثمرة ذلك تحريم التقليد في أصول الدين، ووجوب النظر في الأدلة.

  قوله تعالى: {وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ}⁣[الزخرف: ٢٦]

  دل ذلك على أن البراءة من الكفار مشروعة، كما فعل إبراهيم، وقد تجب عند التهمة.


(١) الكشاف ج ٣ ص ٤٨٣.