تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {وما أنزل على الملكين}

صفحة 179 - الجزء 1

  فتذكر اسمها ولأي شيئ تصلح، من ضر أو نفع، حتى جمع الطب فنبت في آخر الأمر شجرة، فقال: ما اسمك، فقالت: أنا الخرنوب، فقال: الآن أذن الله في خراب هذا المسجد، وانقطاع هذا الملك.

  وروي أنه قال للشجرة: لأي شيء أنت؟ فقالت: لخراب مسجدك، فقال: بئس الشجرة أنت، ولم يلبث أن مات، فقال الناس بعد ذلك: لو كان لنا مثل سليمان، يريدون في مداواته المرضى، فكتبت الشياطين السحر، ودفنوه تحت مصلاه، ودلوا عليه، وقالوا: هذا الذي كان سليمان يداوي به المرضى، فرد الله تعالى عليهم بما أنزل على محمد ÷، فقال تعالى: {وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ} يعني: بالسحر {وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}.

  قيل: أراد الله تعالى كفروا بتعليم السحر، وقيل: كفروا بغيره، ومع ذلك {يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}.

  وقوله تعالى: {وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ} القراءة الظاهرة بفتح اللام، واختلف بعد ذلك، فقيل: إن ما بمعنى الذي، أي: والذي أنزل على الملكين، وهما ملكان أنزلهما الله تعالى على صورة بني آدم، لما كثر السحر ليبينا بطلانه، وأنه لا حقيقة له.

  وقيل: هما جبريل وميكائيل @، وأن ذلك في زمن إدريس، ليكون معجزة له.

  وقيل: إن «ما» نافية بمعنى: أنه لم ينزل السحر على الملكين؛ لأن الذي ينزل على الملائكة يضاف إلى الله تعالى، والسحر لا يضاف إليه.

  وقراءة الحسن الملكين بكسر اللام، وذلك مروي عن ابن عباس، والضحاك، وأنهما رجلان، وليسا من الملائكة $، بل هما علجان أغلفان، ضالان، وعلى قولنا: إنهما من الملائكة أخذ عليهما