تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤن ويمنعون الماعون}

صفحة 527 - الجزء 5

  وقيل: نزلت في العاص بن وائل السهمي، وقيل: في الوليد بن المغيرة، وقيل: في عمرو بن عائذ المخزومي، وقيل: في هبيرة بن أبي وهب.

  وثمرتها: قبح ظلم اليتيم، وأنه أقبح من ظلم غيره؛ لذلك خصه الله تعالى، وإنما كان كذلك لضعفه وعدم ناصره، وفي الحديث عنه ÷: «يقول الله تعالى: اشتد غضبي على من ظلم من لا يجد ناصرا غيري».

  ومن ثمراتها: ذم من لا يطعم المسكين ولا يحظ على طعامه.

  قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ}⁣[الماعون: ٤ - ٧]

  ثمرة ذلك: قبح السهو عن الصلاة، والرياء، ومنع الماعون.

  أما السهو عن الصلاة فقيل ذلك وارد في المنافقين الذين يتركونها سرا، ويصلونها جهرا، ولا نية لهم، وسماها صلاة؛ لأن صورتها صورة الصلاة.

  وقيل: لا يصلون، وقيل: أراد لا يتمون أركانها، بل ينقرونها نقرا، وقيل: يتركونها حتى يخرج وقتها، وصحح الحاكم أنها في المنافقين؛ لأن أول الآية في المكذبين، وقيل: في غير المنافقين.

  قال الحاكم: والذم على سبب السهو الذي هو من فعل العبد ليتوجه الذم إليه، لا على ما هو من فعل الله.

  وروي عن أنس أنه قال: الحمد لله على أن لم يقل في صلاتهم، وقد روي هذا عن عطاء، يعني ولم يقل: في صلاتهم؛ لأن السهو في الصلاة يقع، وقد كان ÷ يسهو في صلاته فضلا عن غيره، ومن ثم أثبت الفقهاء باب سجود السهو. وأما الرياء فقد عد من الكبائر.