تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {هل أنبئكم على من تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون}

صفحة 508 - الجزء 4

  فقال: لا يحضرني. فتلا⁣(⁣١) هذه الآية.

  قيل: وأقره أبو حنيفة أنها في صلاة الجماعة.

  وقيل: المراد أنه يقلب بصره فيهم؛ لأنه يرى من خلفه كما يرى من أمامه.

  وفي الكشاف عنه ÷: «أتموا الركوع والسجود، فو الله إني أراكم من خلف ظهري إذا ركعتم وسجدتم».

  وقيل: تصرفك في أحوالك كما كانت الأنبياء قبلك.

  وأراد بالساجدين الأنبياء.

  وقيل: تقلبك من الأصلاب من نبي إلى نبي حتى أخرجك في هذه الأمة.

  وقيل: أراد تقلب ذكره في ألسنة الأنبياء.

  وقيل: أنه يتقلب بالساجدين في الجهاد.

  قوله تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ}⁣[الشعراء: ٢٢١ - ٢٢٣].

  الأفاك: الكذاب. والأثيم: فاعل الإثم.

وقوله تعالى: {وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ}

  اختلف من أريد بأنهم كاذبون:

  فقيل: أريد به الشياطين يلقون إلى أوليائهم المسموع، ويكذبون في ذلك، وقد ورد الحديث بأنهم يلقون إلى الكهنة، ويكذبون إلى ما يسمعون مائة كذبة.


(١) مقاتل تمت.