تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}

صفحة 388 - الجزء 1

  للمساحة لم ينقض بناء، والاستدلال بقوله ÷: «على اليد ما أخذت حتى ترد» ولقوله ÷: «من وجد عين ماله فهو أحق به» ظاهر لوجوب الهدم، وكذا قوله ÷: «ليس لعرق ظالم حق». وقوله تعالى: {وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ} قيل: أراد حرمة الشهر، وحرمة البلد، وحرمة الإحرام، وقيل: كل حرمة تستحل، وسمي الاستيفاء اعتداء للمشاكلة، كقوله تعالى: {وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها} والاستيفاء ليس بسيئة، وفي كلمة عمرو بن كلثوم:

  ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا

  قوله تعالى: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}⁣[البقرة: ١٩٥]

  هذه الآية الكريمة قد انطوى أولها على الأمر بالانفاق، وآخرها على الأمر بالإحسان، ووسطها على النهي عن إلقاء الإنسان نفسه إلى التهلكة، ودلالة الأمر مجملة، وقد ذكر في الإنفاق وجوه:

  الأول: أن ذلك أمر بالانفاق في الجهاد، وقواه الحاكم؛ لأن في سياق الآية ما يرشد إلى ذلك، من حيث إنه تعالى ذكر التهلكة.

  وقيل: أراد تعالى الإنفاق في الحج، وعن ابن عباس: لما أمر الناس بالجهاد

  والحج، كان ÷ يشعر بذلك ليأخذ الناس أهبة السفر، فقال ناس من العرب كيف نتجهز وما لنا زاد، فنزلت.

  وقيل: لما أمروا بالإنفاق قال ناس: إن أنفقنا بقينا فقراء، فقال: لا تخشوا العيلة، فإن الله رازقكم. عن سعيد بن المسيب، ومقاتل.