تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه}

صفحة 92 - الجزء 3

  قال النووي، والإمام يحيى: إذا غسل إنسان الميت المبتدع، ورأى شيئا من المساوئ، وكان إظهارها، لا أن كان مسلما فإنه يحرم.

  وقال الحسن: والمراد بقوله تعالى: {وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ} أي: عن كثير منكم، لا يؤاخذه لأجل التوبة.

  قوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ}⁣[المائدة: ١٧]

  ثمرة ذلك: أن الكفر يتعلق بالقول، ولكن إذا كان معه اعتقاد كفر إجماعا، وإن لم يكن معه اعتقاد، بل قال: هو كافر، أو يهودي، فنص المؤيد بالله: أنه يكفر، وادعى الإجماع.

  وعن أبي هاشم، وأبي مضر: لا يكفر؛ لا لو⁣(⁣١) نطق مكرها لم يكفر وفاقا.

  وعن الفقيه الشهيد: إن كان في قوله نقص على الباري تعالى، كأن يقول: هو ظالم كفر إجماعا وإن لم كأن يقول: هو يهودي، فمحل الخلاف، ولا خلاف في المكره⁣(⁣٢)، والحاكي، ومن سبقه لسانه أنه لا يكفر.

  قال الحاكم: وتدل على أن التشبيه كفر؛ لأنه لا فرق بين من⁣(⁣٣) يشبه الله وبين أن يقول: إن الله هو المسيح.


(١) وفي نسخة (لأنه لو نطق مكرها) إلخ.

(٢) إذا لم يعتقد، إذ لم يشرح بالكفر صدرا. (ح / ص).

(٣) في نسخة (بين أن يشبه الله) (ح / ص).