تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وآتيناه في الدنيا حسنة}

صفحة 153 - الجزء 4

قوله تعالى: {وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً}

  قيل: أراد النبوة.

  وقيل: الخلة والثناء الحسن حتى ليس أحد من أهل دين الإسلام إلا وهو يتولاه.

  وقيل: تنويه الله تعالى بذكره⁣(⁣١) لطاعته، وقيل: ذكره في صلاة هذه الأمة، عند قوله: كما صليت على إبراهيم.

  ولهذه الجملة ثمرات وهي: أن هذه نعم من الله سبحانه يجب على من اتفق له شيء من ذلك أن يشكر عليه.

وقوله تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ}.

  قال جار الله: ثمّ هاهنا فيها من تعظيم رسول الله ما في قوله تعالى: {فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ} والمعنى وأجل ما أولاك من النعم اتباع محمد لك من حيث أنها دلت على تباعد هذا النعت في المرتبة من بين سائر النعوت؛ لأن ثم للبعد، والمراد بالاتباع: في دين الإسلام: عن الأصم.

  وقيل: من دوام العبادة والتوحيد، والبراءة من الشرك لا جميع شريعته؛ لأنه قد نسخ بعضها، وإنما اتبع الأفضل المفضول لسبق المفضول إلى الحق.

  ولقائل أن يقول: يستخرج من هذا أن الراتب في إمامة الصلاة أحق بالاتباع من الأفضل منه لسبقه إلى الحق.

  أما لو جاء الإمام الأعظم: فقال الإمام محمد بن المطهر: الراتب أحق.


(١) هكذا ذكره في الكشاف ج ٢ ص ٦٤٣ عن قتادة.