تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {ولا تنهرهما}

صفحة 166 - الجزء 4

  وعن ابن عباس: كلمة كراهة، وقيل: الكلام الرديء الغليظ عن مقاتل.

  وقيل: لا تقل لنتنهما أف.

  قال مجاهد: إن بلغا من الكبر حالة يبولان ويتغوطان فلا تقذرهما، وأمطه عنهما كما كانا يميطان عنك صغيرا.

  وقوله تعالى: {وَلا تَنْهَرْهُما} يعني لا تزجرهما.

  {وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً} أي حسنا وقيل: يكرمهما به عن أبي علي.

  وقيل: كقول العبد المذنب للسيد: عن ابن المسيب.

  وقيل: لا تكنّهما ولا تسمهما وقل: يا أبة يا أمه: عن عطاء، كما قال إبراهيم لأبيه: يا أبة مع كفره.

  قال جار الله |: لأن دعاءهما باسمهما: من الجفاء وسوء الأدب، وعادة الدعار قال: ولا بأس به من غير وجهه، كما قالت عائشة ^: نحلني أبو بكر كذا.

وقوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}

  فيه وجهان:

  أحدهما: واخفض لهما جناح الذليل أو الذلول كما قال تعالى: {وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ}⁣[الحجر: ٨٨]، وأضاف الجناح إلى الذل كما أضيف حاتم إلى الجود.

  والثاني: أنه تعالى جعل للذل لهما جناحا استعارة.