تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون}

صفحة 162 - الجزء 5

  الثمرة الثانية: أن الظن في باب التوحيد مذموم.

  فإن قيل: فقد ورد في حسن الظن بالله: «أنا عند عبدي حيث ظنه بي» فجوابه أن ذلك يثنى على العلم بالله.

  قوله تعالى: {وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ}⁣[فصلت: ٢٦]

  النزول

  قيل: كان بعض المشركين يوصي البعض فيقول: إذا سمعتم محمدا يقرأ فعارضوه بالشعر، والزجر.

  وقيل: كان رسول الله ÷ إذا قام يصلي عارضه رجلان عن يمينه ورجلان عن شماله يغلطونه بالشعر، والمكاء والصفير.

  وثمرة ذلك: أنه يقبح معارضة الحق بالباطل.

  قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}⁣[فصلت: ٣٠]

  هذا بعث على الاستقامة، وترغيب عظيم، وللمفسرين في تفسيرها أقوال:

  الأول: عن الحسن، وقتادة، وابن زيد، وأبي علي: استمروا على الدين، واثبتوا على اعتقاد التوحيد والعدل، وعلى طاعته، واجتناب معصيته.