تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون}

صفحة 152 - الجزء 3

  قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ}⁣[المائدة: ٨٧ - ٨٨]

  النزول

  قيل: نزلت في الذين اجتمعوا في دار عبد الله بن مظعون⁣(⁣١)، وكان رسول الله ÷ خوّفهم وذكّرهم يوم القيامة، منهم: علي، وأبو بكر، وابن مسعود، وأبو ذر، وسالم، والمقداد، وسلمان، وقالوا: نصوم النهار ولا ننام الليل، ولا نأكل اللحم، ولا نقرب النساء، ولا الطيب، ونلبس المسوح، ونترهب، وأراد بعضهم قطع مذاكيره، فبلغ ذلك رسول الله ÷ فقال: «إني لم أؤمر بذلك، إن لأنفسكم عليكم حقا، فصوموا وافطروا، وقوموا وناموا⁣(⁣٢)، فإني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وآكل اللحم والدسم، وآتي النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني» فنزلت.

  وروي أنه ÷ كان يأكل الدجاج والفالوذ⁣(⁣٣)، وكان يعجبه الحلوى والعسل، وقال: «إن المؤمن حلو يحب الحلاوة».

  وعن ابن مسعود أن رجلا قال له: إني حرمت الفراش، فتلا هذه الآية فقال: «نم على فراشك، وكفر عن يمينك».


(١) في الحاكم (عثمان بن مظعون) وهو الأصح، كما هو كذلك في الكشاف، والبغوي: عثمان بن مظعون الجمحي، وسيأتي قريبا في قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ} أن صاحب القصة عثمان بن مظعون. (ح / ص).

(٢) في نسخة (وقوموا ونوموا)

(٣) هكذا في النسخ، وهو الفالوذج.