تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع}

صفحة 151 - الجزء 3

  دلت على أحكام:

  الأول: جواز لعنهم، وقد تقدم.

  الثاني: المنع عن الذرائع التي تبطل مقاصد الشرع؛ لأنه قد فسر الاعتداء بأن أهل أيلة لما اعتدوا في السبت. قال داود: اللهم العنهم، واجعلهم آية، فمسخوا قردة.

  والثالث: وجوب النهي عن المنكر.

  قال الحاكم: وتدل على أن ترك النهي من الكبائر.

  الرابع: تحريم الموالاة فيما يوهم الرضاء بفعلهم.

  قال الحاكم: وأما ما سوى ذلك فيجوز لقوله تعالى: {لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ}.

  قوله تعالى: {وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ}⁣[المائدة: ٨٣]

  هذا صفة من صفات من آمن من النصارى، وقد روي أن جعفر بن أبي طالب لما قرأ على النجاشي من سورة مريم، ومن سورة طه، بكى، وكذلك أصحابه الذين وفدوا على رسول الله ÷ وهم سبعون.

  روي أنه لما قرأ عليهم سورة (يس) بكوا، وهذا دليل على أن المشروع عند قراءة القرآن الخشوع والبكاء، وقد ورد عنه ÷: «ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا» والمراد إشراب القلب الخوف والمهابة لله تعالى، وقد ألف النواوي فيما ينبغي للقارئ كتابا سماه: (التبيان في آداب حملة القرآن) وإسلام النجاشي معروف، وأن رسول الله ÷ لما مات صلى عليه مع تباعد الديار⁣(⁣١).


(١) بياض في الأصل مقدار سطر.