تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فأصبح من النادمين}

صفحة 94 - الجزء 3

  قوله تعالى: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ}⁣[المائدة: ٢٩]

  أي: ترجع⁣(⁣١) بإثم قتلي وإثمك الذي كان منك قبل قتلي، عن ابن مسعود، وابن عباس، والحسن، وقتادة، ومجاهد، والضحاك، وقيل: إثمك الذي من أجله لم يتقبل قربانك، عن أبي علي، والزجاج، وقيل: معناه بإثمي لو بسطت يدي إليك، وأراد: بمثل إثمه، والمراد عقوبة إثمي؛ لأن إرادة المعصية لا تجوز، وإرادة عقاب العاصي جائزة؛ لأنه حسن وإذا جاز أن يريد الله جاز أن يريده العبد.

  قوله تعالى: {فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ}⁣[المائدة: ٣١]

  في ذلك دلالة على أن الندم إذا لم يكن لقبح المعصية لم يكن توبة، قيل: إن ندمه كان لاسوداد جسمه وكان أبيض، وأن آدم # - سأله عن أخيه فقال: ما كنت عليه وكيلا، قال: بل قتلته، ولذلك اسود جسمك، وقيل: ندم لتعبه من حمله لأخيه؛ لأنه لما قتله تركه في العراء فخشي عليه من السباع فحمله في جراب على ظهره سنة، حتى أراه الله تعالى فعل الغراب، وقيل: ندم لحزن [أبيه]⁣(⁣٢) آدم.


(١) وفي التهذيب مثله ولفظه {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ} أي: ترجع {بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ} قيل: إثم قتلي وإثمك الذي كان منك قبل قتلي عن ابن مسعود، وابن عباس، والحسن، وقتادة، ومجاهد، والضحاك، وقيل: إثمك الذي من أجله لم يتقبل قربانك، عن أبي علي، والزجاج، وقيل: إثم قتلي وإثمك هو قتل جميع الناس حيث سن القتل، ومعنى تبوء بإثمي أي: بعقاب إثمي، لأنه لا يجوز لأحد أن يريد معصية الله تعالى، ولكن يريد عقابه المستحق عليه كما يريد عقاب الكفار)

(٢) ما بين القوسين ثابت في بعض النسخ ... روي أنه بكى عليه مائة سنة، ويعقوب بكى على يوسف ثمانين سنة. (ح / ص).