تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {وقل رب ارحمهما}

صفحة 167 - الجزء 4

  وقد جاء مثل هذا في كلام لبيد⁣(⁣١)، فإنه جعل للشمال يدا حيث قال:

  وغداة ريح قد نشقت وقرة ... إذ أصبحت بيد الشمال زمامها

  والمعنى ترك الترفع كما يتركه الطير بخفض جناحه إذا ذل.

وقوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما}

  المعنى وادع الله أن يرحمهما.

  قال الحاكم: هذا إذا كانا مؤمنين لا إن كانا كافرين، لقوله تعالى في سورة براءة: {ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى}⁣[التوبة: ١١٣].

  قال جار الله: وإذا كانا كافرين: فله أن يسترحم لهما بشرط الإيمان، وأن يدعو الله لهما بالهداية والإرشاد.

  ومن الناس من قال: كان الدعاء إلى الكفار جائزا، ثم نسخ.

  وسئل ابن عيينة عن الصدقة عن الميت فقال: كل ذلك واصل إليه، ولا شيء أنفع له من الاستغفار، ولو كان شيء أفضل منه لأمر به في الأبوين.

  وقد قالت الفقهاء: لا يذهب بأبيه إلى البيعة، وإذا بعث إليه ليحمله منها فعل، ولا يناوله الخمر، ويأخذ الإناء منه إذا شربها، وهذا يشبه تمكين الذمي المأكول في شهر رمضان إن جعلناه فعلا محظورا.


(١) للبيد العامري وقبله.

بادرت حاجتها الدجاج بسحرة ... لاعل منها حين هب نيامها. ...

وغداة ريح قد وزعت وقرة ... اذ اصبحت بيد الشمال زمامها.

وهو لبي بن ربيعة بن مالك أبو عقيل العامري أدرك الإسلام وهو من المؤلفة قلوبهم وسكن الكوفة وتوفي سنة ٤١ هـ وباب الاستشهاد حيث جعل للشمال يدا على سبيل الاستعارة كما في جناح الذل تمت.