تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا}

صفحة 440 - الجزء 5

  قال: وإذا كان في زمن التشبيه والجبر ولا يمكنه أن يعلمهم التوحيد، ولا يأمن نشؤهم على الجير وجب عليه الانتقال من تلك الدار، ويتعلق بهذا ما هو في معنى ذلك، وهو إذا كان الرجل ممن تعلق بالخدمة للظلمة ولا يتم له ولأولاده المقام إلا بخدمتهم في المظالم وجب عليه الانتقال بهم، أو كان من كتاب الظلمة بحيث لا يتم له الاستقرار، إلا أن يتعلق بديوانهم والكتابة لهم وجب عليه الانتقال، أو ترك تعليم أولاده إن غلب على ظنه أنهم إن تعلموها كتبوا المكوس ونحوها، وهذا أيضا دليل على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

  قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً}⁣[التحريم: ٨]

  هذا دليل على وجوب التوبة، ولعل المعنى: يا أيها الذين صدقوا {تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً}.

  عن عمر: النصوح أن يتوب فلا يعود. وعن الحسن: أن يندم على ما مضى ويعزم ألا يعود في المستقبل، وصحح. وعن ابن عباس: الاستغفار باللسان، والندم بالجنان، والإقلاع بالأركان. وعن ذي النون: علامتها قلة الكلام، والطعام، والمنام.

  وعن علي #: أنه سمع أعرابيا يقول: اللهم إني استغفرك وأتوب إليك. فقال: يا هذا إن سرعة اللسان بالتوبة توبة الكذابين. قال: فما التوبة؟ قال: تجمعها ستة أشياء: على الماضي من الذنوب الندامة، وللفرائض الإعادة، ورد المظالم، واستحلال الخصوم، وأن يعزم على أن لا يعود، وأن تذيب نفسك في طاعة الله كما ربيتها في المعصية، وان تذيقها مرارة الطاعة كما أذقتها حلاوة المعاصي.

  وعن شهر بن حوشب: أن لا يعود ولو حز بالسيف، وأحرق بالنار.

  وعن ابن السماك: أن تنصب الذنب الذي أقللت فيه الحياء من الله