تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا}

صفحة 256 - الجزء 4

  هذا فيه وجوه:

  الأول: أن موسى # لما اشتد به الغضب لعصيانهم أخذته الدهشة في اللزم برأس أخيه ولحيته، وكان هذا ذنبا من موسى.

  الثاني: أنه لم يفعل ذلك على وجه الإهانة، فإن النبي لا تجوز إهانته، ولكن أخذ بهما مبالغة في تأديبه، والغضب في أمر الله يقتضي تأديبه، وإن كان موسى هو الأصغر.

  وقيل: أجراه مجرى نفسه، وفعل كما يفعل المتأسف في القبض على لحية نفسه، ورأس نفسه.

  وقيل: أجراه مجرى نفسه، وفعل كما يفعل المتأسف في القبض على لحية نفسه، ورأس نفسه.

  وقيل: كانت العادة جارية في ذلك الزمان بالقبض على اللحية والرأس، كما أن العادة في زماننا بالقبض على اليد والمعانقة.

  وقوله تعالى: {لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي} المعنى: لئلا يوهم على الخطأ وتحصل شماتة الأعداء.

  قال الحاكم: وقوله تعالى: {ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ} أن الواجب عند ظهور الفتنة البدار إلى التلافي بما أمكن؛ ولهذا بادر أبو بكر يوم السقيفة إلى التلافي بتعجيل البيعة، وإقامة الإمام خشية الردة، وأيضا قد حاول الأنصار بيعة سعد.

  قوله تعالى: {مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً}⁣[طه: ١٠٠]

  ثمرة ذلك:

  تحريم الإعراض عن القرآن.