تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤن مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم}

صفحة 418 - الجزء 4

  ومن ثمرات الآية:

  اختصاص ذوي القرابة، وصاحب المسكنة، ومن كان مهاجرا، فإن الصدقة عليه أفضل من غيره.

  ومنها: أن الإحسان إلى المسيء له مزية؛ لأنه تعالى جعل العفو والصفح والغفران لأنبيائه لما يطلب بذلك المغفرة من الله.

  وقد ورد معنى هذا في سؤال النبي ÷ لجبريل لما نزل قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ}⁣[الأعراف: ١٩٩] فقال جبريل #: لا أدري حتى أسأل، ثم رجع فقال: يا محمد إن ربك يأمرك أن تصل من قطعك، وتعط من حرمك، وتعفو عن من ظلمك، وورد قوله ÷: «الصدقة على ذي الرحم الكاشح» ويدل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ} إلى آخر الآية، أن ذلك من الكبائر.

  قوله تعالى: {الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}⁣[النور: ٢٦]

  اختلف المفسرون في تفسير ذلك:

  فعن ابن عباس، والحسن، ومجاهد، والضحاك: - أن المراد - الخبيثات من الكلام للخبيثين من الرجال، أي هي أحق بهم، وذلك إشارة إلى عبد الله بن أبي؛ لأنه ممن اشتغل بالإفك، وكان يكنى بخبيث، اسم ولد له، وأما كنيته المشهورة فأبو بكر.

  وقوله: {وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ} فالمراد الكلمات الطيبات للطيبين وهم النبي ÷، والطيبون من الصحابة.