تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {أو ننسها}

صفحة 188 - الجزء 1

  قوله تعالى: {ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها}⁣[البقرة: ١٠٦]

  هذه الآية الكريمة دالة على جواز النسخ، وهو إجماع المسلمين⁣(⁣١)، وخالف من أهل القبلة أبو مسلم بن بحر الأصفهاني، وقال: المراد ما ننسخ من آية في شرائع من تقدم وكتبهم، لا في القرآن⁣(⁣٢)، وهو محجوج بالإجماع، وبأن الآية عامة، وفي المنتهى خلافه في الوقوع، لا في الجواز.

  وتدل الآية على جواز نسخ التلاوة دون الحكم، وعكسه، وعلى نسخهما معا.

  وهذا قول المجاهير من علماء أهل البيت $، والمعتزلة، والفقهاء؛ لأن قوله تعالى: {ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ} المراد: من حكم آية، أو من تلاوة آية، وقوله: {نَنْسَخْ} قراءة الجماهير بفتح النون والسين، والمراد الرفع، وقراءة ابن عامر نُنْسِخْ بضم النون، وكسر السين، أي: نأمر جبريل # بأن يجعلها منسوخة.

  وقوله تعالى: {أَوْ نُنْسِها} قرئ بضم النون، وكسر السين، بمعنى ننسيها من حفظها، أو بمعنى: نتركها لا تنسخ⁣(⁣٣).


(١) أي: في ألفاظه، وأما في الجملة فلا يجوز اتفاقا. عمدة، هكذا في الحاوي، وكتب أصحابنا.

(٢) ويحمل كلما ورد من آيات النسخ على التخصيص، قال: إذ هو نوع منه، وهذا قد تؤل به كلامه.

(٣) ولا يخفى على الحاذق أن قوله: {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها} لا ينطبق على هذا القول كما ينبغي. نيسابوري (ح / ص).

(٤) وفي حاشية للمولى العلامة (مجد الدين المؤيدي) (تفسير {نُنْسِها} بعد النسخ لا يستقيم، لكونه معطوفا على جواب الشرط فهو جاء لما ننسخ فيصير المعنى: ما ننسخ من آية نأت بخير منها، أو مثلها، أو لا ننسخها، والتفسير الصحيح لننسها =