تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين}

صفحة 121 - الجزء 1

  السختياني⁣(⁣١)، واختاره الفقيه عبد الله بن زيد⁣(⁣٢): أن ذلك يكون كفرا، وسيأتي زيادة على هذا عند ذكر قوله تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ}⁣[التوبة: ٥] الآية

  وقالت الخوارج: جميع المعاصي كفر، واستثنى بعضهم الصغائر، واستثنى بعضهم معاصي الأنبياء، وجعل ما عداها كفرا.

  قوله تعالى: {وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ}⁣[البقرة: ٣٥]

  اختلف المفسرون في الشجرة ما هي؟ فعن ابن عباس: هي السنبلة، وعن ابن مسعود: الكرمة⁣(⁣٣)، واستقربه الحاكم؛ لوقوع اسم الشجرة عليها.

  وعن بعض الصحابة: التينة.

  واختلفوا في النهي، فقيل: إنه نهي تحريم، ولكن كانت المخالفة


(١) هو: أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني، البصري، أبو بكر، سيد فقهاء عصره، تابعي، زاهد، ناسك، من حفاظ الحديث، ثبت، ثقة. الأعلام ٢/ ٣٨.

(٢) عبد الله بن زيد بن أحمد العنسي المدحجي، الزيدي، الفقيه، العلامة أدرك مدة الامام المهدي، وشهد بإمامته، وكان يحرم تقليد الموتى، وجرت بينه وبين آل الرصاص مراسلات في نفي المنزلة بين المنزلتين؛ لأنه كان يروي إجماع الأئمة على نفيها، وقد اعترضه جماعة، وله مؤلفات في الكلام جيدة، كالمحجة وفي أصول الفقه: الدرة المنظومة، وفي علم الطريقة الإرشاد، كتاب نفيس، لو لا أنه يورد من الأحاديث ما حصل، فحصل فيه بعض موضوعات يسيرة، وله السراج الوهاج، والنجم الثاقب، وغيرهما، قال في المستطاب: اتصل عبد الله بن زيد بالسلطان المظفر، وأخذ عطاءه، وكان له خبرة بفن الفلك، ومعرفة بالاصطرلاب، توفي | يوم الخميس في شعبان سنة ٦٦٧ هـ. (الجنداري).

(٣) السنبلة: البر، والكرمة: العنب.