تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة}

صفحة 463 - الجزء 3

  قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ}⁣[التوبة: ٧١]

  دلت على وجوب موالاة المؤمنين؛ لأنه تعالى جعل الإيمان علة في ذلك، ويجب نصرتهم، وكذلك يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة،

  وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شرائط، ذكرت في غير هذا المكان، وهذه الواجبات معلومة من الدين ضرورة.

  قوله تعالى: {وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ}⁣[التوبة: ٧٢]

  قيل: أكبر من عملهم، وقيل: {أَكْبَرُ} أي: أكبر مما أتاهم في الدنيا.

  وقيل: أكبر مما وصف من نعيم الجنة وهو الأظهر من كلام المفسرين.

  وفي الحديث عنه ÷: «إن الله تعالى يقول لأهل الجنة هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعطي أحدا من خلقك، فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحلّ رضواني عليكم فلا أسخط عليكم أبدا».

  قال جار الله: لأن العبد إذا علم أن مولاه راض عنه فهو أكبر في نفسه مما وراءه من النعم.

  قال: وسمعت بعض أولي الهمة البعيدة من مشايخنا يقول: لا تطمح عيني ولا تنازع نفسي إلى شيء مما وعد الله في دار الكرامة، كما