تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {ومن عصاني فإنك غفور رحيم}

صفحة 94 - الجزء 4

  قال: وهو قول أكثر المفسرين، ويكون من المجاز من النقصان، مثل: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ}.

  وقوله: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ}.

  إن قيل: كيف دعا وفي ولده من أشرك؟

  قلنا: في ذلك وجوه:

  الأول: أنه أراد بولده أي: من كان موجودا، ولذلك ضمهم إلى نفسه.

  الثاني: أنه دعاء باللطف وقد حصل، وإن لم يلطف به من أشرك.

  الثالث: أنه أراد من كان نبيا ومؤمنا.

  الرابع: أن أحدا من ولده لصلبه لم يعبد صنما، وإنما عبد بعضهم الأوثان، وهذا مروي عن مجاهد.

  وسئل ابن عيينة: كيف عبدت العرب الأصنام؟ فقال: ما عبد أحد من ولد إبراهيم صنما، واحتج بالآية، وقال: إنما كانت أنصاب حجارة لكل قوم، قالوا: البيت حجر فحيثما نصبنا حجرا فهو بمثابة البيت، وكانوا يدورون بذلك الحجر ويسمونه الدّوار، فاستحب أن يقال: طاف بالبيت ولا يقال دار.

  قال الحاكم: هذا بعيد؛ لأنه # لم يرد بالدعاء إلا عدم عبادة غير الله.

وقوله تعالى: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي}

  أي: من اتبعني في الدين {فَإِنَّهُ مِنِّي} أي: بعضي لفرط اختصاصه به.

وقوله تعالى: {وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

  اختلف في المعني بذلك.