تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {والكاظمين الغيظ}

صفحة 224 - الجزء 2

  وبين تعالى صفتهم فقال: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ} يعني: في أبواب البر من الجهاد والصدقة.

  وقوله تعالى: {فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ} قيل: أراد حال اليسر، وحال العسر، وقد يروى عن بعض السلف أنه ربما تصدق ببصلة، وعن عائشة أنها تصدقت بحبة عنب، وقيل: في حال السرور والاغتمام.

  قال جار الله: وقد الإنفاق لأنه أشق على النفس، ولأنه في ذلك الوقت أعظم الأعمال للحاجة إليه في الجهاد، ومواساة الفقراء.

  وقوله تعالى: {وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ} وذلك بأن يمسك على ما في نفسه [منه بالصبر]، ولا يظهر له أثرا⁣(⁣١).

  وعنه ÷ (من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا)⁣(⁣٢). للكرخي:

  وإذا غضبت فكن وقورا كاظما ... للغيظ تبصر ما تقول وتسمع

  فكفى به شرفا بصبرك ساعة ... يرضى بها عنك الإله وترفع⁣(⁣٣)

  وقوله تعالى: {وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ} يعني: إذا جنى عليهم أحد


(١) ما بين القوسين ساقط في الأصل، وقد أثبتناه من الكشاف، فإنه نقل كلام جار الله ولفظ الأصول التي بين أيدينا (وذلك بأن يمسك على ما في نفسه، ولا يظهر له أثر).

(٢) ولفظ الكشاف (وافتتح بذكر الإنفاق لأنه أشق شيء على النفس وأدله على الإخلاص، ولأنه كان في ذلك الوقت أعظم الأعمال للحاجة إليه في مجاهدة العدو ومواساة فقراء المسلمين. كظم القربة: إذا ملأها وشد فاها. وكظم البعير: إذا لم يجتر. ومنه: كظم الغيظ، وهو أن يمسك على ما في نفسه منه بالصبر ولا يظهر له أثرا، وعن النبي ÷ (من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا).

(٣) وفي نسخة (ترضى بها عند الإله وترفع).