تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}

صفحة 343 - الجزء 5

  قال عيسى بن عمر: هما لغتان بمعنى واحد.

  وقيل: الدّولة بالفتح الغلبة، وبالضم اسم الشيء يتداوله الناس بينهم مثل العارية، وقيل: بالفتح المرة من الاستيلاء، وبالضم نقل النعمة من قوم إلى قوم، وكانت الجاهلية تستأثر الرؤساء بالغنيمة، ويقولون: من عزّبزّ، ومن هذا قول الحسن ¥: اتخذوا عباد الله خولا ومال الله دولا.

  قوله تعالى: {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}⁣[الحشر: ٧]

  قيل: المراد ما أمر في أمر الفيء والغنيمة، وما نهى في شأنهما من الأخذ والغلول، وهذا يدل على النظر للإمام يفعل ما يراه صلاحا، وهذا مذهب الأئمة وأبي حنيفة ومالك.

  قال الحاكم: ولهذا قسم رسول الله ÷ خيبر، ومنّ على أهل مكة، ومنّ عمر على أهل السواد، ووظف عليهم الخراج ولم يقسمها لما رأى المصلحة، وعرف أن التقدير للإمام، ووافقه الصحابة على ذلك، ولهذا أيضا سوّى أبو بكر في القسمة وفضّل عمر أهل السوابق.

  وقال الشافعي في قسمة الأراضي: لا يفعل الإمام إلا ما طابت به نفوس الغانمين.

  وقيل: هذا عام في أوامر الشرع ونواهيه.

  وعن ابن مسعود أنه لقى رجلا محرما وعليه ثيابه فقال له: لو أنزع عنك هذا، فقال الرجل: أقرا علي في هذه آية من كتاب الله، قال: نعم، فقرأها عليه.