تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون}

صفحة 213 - الجزء 3

  وقد روي عن الأصم أنهم سألوا رسول الله ÷ في ذلك المجلس عن أشياء حتى غضب، وكانت السؤالات في هذه الأقاويل عن شيء لم يتضيق العمل عليهم، وقد فسر قوله تعالى: {عَفَا اللهُ عَنْها} أي: أغناكم عنها.

  وقيل: {عَفَا اللهُ عَنْها} أي: لم يذكرها، وقيل: عفا عن مسألتكم فلم يؤاخذكم بما فرط منكم.

  قال الحاكم: ومع البيان لا يسأل؛ لأن مع السؤال ربما كان المصلحة في التشديد فيجب الإمساك كما ذكر في الحج، ومن ذلك حديث بقرة بني إسرائيل.

  قوله تعالى: {ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ}⁣[المائدة: ١٠٣]

  المعنى: لما تقدم ما بين من الحلال والحرام بين ما تعتقده الجاهلية.

  وقيل: لما تقدم السؤال عنها تعقبه الجواب، فقال تعالى: {ما جَعَلَ اللهُ} أي: ما شرع وما أمر، وقيل: ما خلق، وكانت الجاهلية إذا وضعت الناقة خمسة بطون الخامس ذكر نحروه فأكل لحمه الرجال والنساء، وإن كانت أنثى شقوا أذنها⁣(⁣١) ولم يجزّ لها وبر، ولا تركب، ولا يحمل عليها، ولا تمنع من ماء ولا كلاء، وتحرم على النساء لا يذقن لبنها ولا لحمها، فإذا ماتت أكلها الرجال والنساء.

  وقيل: البحيرة من الغنم إذا ولدت عشرة أبطن، نحروا أذنها أي:


(١) الضمير عائد على المولودة.