تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ومن شر النفاثات في العقد}

صفحة 540 - الجزء 5

  كل شر، وكذلك سورة الناس تدل على ذلك، وقد كان ÷ يعوذ الحسن والحسين فيقول: «أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة» وقال: يقول: «إن أباكما كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق» ورواه البخاري.

  وقال العلماء: الهامة - بتشديد الميم -: كل ذات سم تقتل كالحية، واللامة - بتشديد الميم - ما يصيب من العين.

  قيل: فلما نزلت المعوذتان كان يعوذ بهما.

قوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ}

  يعني: السواحر التي يعقدن عقدا في خيوط وينفثن

  قال الحاكم |: ويوهم السحرة أنهم يمرضون ويصحون، وجهال العوام يصدقونهم وذلك كفر، فأمر الله تعالى بالتعوذ منهم، وكذلك يوهمون بخدمة الجن لهم، وأنهم يفعلون ما يريدون، ويعلمون الغيب، وهذا أيضا كفر.

قوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ}

  قيل: لأنه عند الحسد يبتغي الغوائل، ويتمنى زوال النعمة، ونزول الضرر بالمحسود، فأما لو لم يضر بحسده بل أحب أن يكون له من الخير كما رأى مع غيره، ولا يحب زوال ما بصاحبه، فذلك غيرة، ولا حرج فيه.

  وقد قال ÷: «الغيرة من الإيمان».

  وقال ÷: «لا حسد إلا في اثنتين، رجل أتاه الله مالا، وسلطه على إنفاقه في الحق، ورجل أتاه الله الحكمة فهو يعمل بها ويقضي».