تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا}

صفحة 363 - الجزء 2

  قال جار الله: وفي الحديث عنه ÷: «علق سوطك حيث يراه أهلك»⁣(⁣١) والمعنى: اجعل نفسك بجيث يهابك أهلك، ولا تغفل عن تخويفهم.

  وعن أسماء بنت أبي بكر الصديق: كنت رابعة أربع نسوة عند الزبير بن العوام فإذا غضب على إحدانا ضربها بعود المشجب حتى يكسره عليها⁣(⁣٢)، والمجشب: عود ينشرن عليه الثياب، ويروى للزبير أبيات منها⁣(⁣٣):

  ولو لا بنوها حولها لخبطتها ... كخبطة فروج⁣(⁣٤) ولم أتلعثم

  أي: لم أتوقف، وهكذا سائر المنكرات تبدأ بالقول والعظة، ثم باليد والضرب، وكذا من له حق على غيره فامتنع، فإنه يتوصل إليه بالأسهل فالأسهل.

  وقوله تعالى: {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً}⁣[النساء: ٣٤]

  يعني: فإن رجعن عن النشوز فأزيلوا عنهن التعرض بالأذى والتوبيخ، وتوبوا عليهن، واعلموا أن قدرته عليكم أعظم، وأنكم تعصونه


(١) الكشاف (١/ ٥٢٥).

(٢) نفسه (١/ ٥٢٥).

(٣) الشطر الأول من البيت في الكشاف (١٥٢٥).

(٤) الفروج: كتنور بفتح الخاء، وضم العين (الراء) واحد الفراريج، وهي الصغار من أولاد الدجاج.