تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام}

صفحة 245 - الجزء 2

سورة النساء⁣(⁣١)

  

  قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ}⁣[النساء: ١]

  قراءة عامة القراء {وَالْأَرْحامَ} بالنصب، وذلك لأحد وجهين:

  الأول: أن التقدير: واتقوا الأرحام أن تضيعوها.

  الثاني: أن يعطف على محل المجرور، كقولك: مررت بزيد وعمرا، وينصره قراءة ابن مسعود، وهي آحادية (الذي تساءلون به وبالأرحام).

  وقراءة حمزة (والأرحامِ) بالجر، وهي مروية عن النخعي، وقتادة، والأعمش

  وفي تقدير الجر وجهان:

  الأول: أن (الأرحامِ) معطوف على الضير المجرور، وهو {بِهِ} لكن هذا قليل، إنما يرد في الشعر العطف من غير إعادة حرف الجر، كقوله:

  فاليوم أصبحت تهجونا وتشتمنا ... فاذهب فما بك والأيام من عجب

  وذلك لأنهم كانوا يتساءلون بالله، وبالرحم، فيكون العطف للأرحام على به

  الوجه الآخر: أن الواو قسم؛ لأن العرب كانت تقسم بالأرحام، فيوقف على {تَسائَلُونَ بِهِ}، ويبتدأ ب {وَالْأَرْحامَ} ولا يوقف عليه، إنما يوقف على الجواب، وهو: {إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}.


(١) فيها من الآي مائة آية، وآية.