تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين}

صفحة 506 - الجزء 1

  وقيل: المتطهرين من جميع الأقذار، كمجامعة الحائض، والطاهر قبل الغسل.

  وقيل: {التَّوَّابِينَ} من الكبائر، و {الْمُتَطَهِّرِينَ} من الصغائر.

  قوله تعالى: {نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}⁣[البقرة: ٢٢٣]

  النزول: قيل: إن اليهود كانوا يقولون: من جامع امرأته وهي مجبية مكفوفة كالساجدة من دبرها في قبلها كان ولدها أحول، فذكر ذلك لرسول الله ÷ فقال: كذبت اليهود، ونزلت الآية.

  وعن الحسن: «أنكرت اليهود إتيان المرأة قائمة، وباركة فنزلت».

  وقيل: كان الأنصار يقتدون باليهود، وكان من شأنهم أنهم لا يأتوا النساء إلا على حرف، وذلك أيسر ما يكون على الامرأة، هكذا في الثعلبي، وكانت قريش يتلذذون بالنساء مقبلات ومدبرات، ومستلقيات، فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار فذهب يصنع ذلك فأنكرته، وسرى أمرهما حتى بلغ رسول الله ÷ فنزلت.

  وقيل: إن عمر جاء إلى رسول الله ÷ فقال: يا رسول الله هلكت؟ قال: «فما الذي أهلكك؟ قال: حولت رحلي البارحة⁣(⁣١)، فلم يردّ عليه شيئا⁣(⁣٢)، فأوحى الله تعالى إلى نبيه ÷ {نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ}.


(١) كانت العرب قبل الإسلام إذا حولت رحلها أي: باب الرحل وهو الخباء جعلته طلاقا، فكنى هنا أنه خالف الطريق إلى الباب فأتى الباب وهو موضع الحرث من موضع آخر، وعلى كيفية أخرى، فتخوف أن يكون ذلك طلاقا كما كان في الجاهلية.

(٢) وفي نسخة (ولم يرد عليه شيئا).