قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربوا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون واتقوا النار التي أعدت للكافرين وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون}
  وكان من حديثه أن طائفة من الخزرج، وهم بنو سلمة، وطائفة من [الأوس](١) وهم بنو حارثة هموا بالانصراف، وكان حديث نفس، وهذا يدل أنه ينبغي لرئيس العسكر تهيئتهم، وترصيفهم في الحرب، وأن حديث النفس معفو عنه
  قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[آل عمران: ١٣٠ - ١٣٢]
  ثمرتها: تحريم الربا، وفي الآية زواجر:
  منها: النهي، وخص الأكل؛ لأنه معظم الانتفاع، وإن كان جميع الانتفاع به محرما.
  الثاني: قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللهَ} لأن المعنى عن فعله.
  الثالث: قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
  الرابع: قوله تعالى: {وَاتَّقُوا النَّارَ} لأن في ذلك وعيدا بها.
(١) في النسخة أ، وب (وطائقة من الأنصار وهم بنوا حارثة)، وما بين القوسين ذكر في حاشية نسخة أنه نسخة صحيحة، وهو الصحيح؛ لأن الكل من الأنصار، وليس إحدى الطائفتين كما ذكر المصنف، قال في الكشاف. (والطائفتان حيان من الأنصار: بنو سلمة من الخزرج، وبنو حارثة من الأوس).
وفي تهذيب الحاكم ما لفظه ({طائِفَتانِ} فرقتان قيل: بنوا سلمة من الخزرج، وبنوا حارثة حيان من الأنصار عن ابن عباس، وجابر، والحسن، وقتادة، والربيع، والسدي، وابن زيد، وابن إسحاق، وكان ذلك في حرب أحد، وقيل: طائفة من المهاجرين، وطائفة من الأنصار قالوا: ما خرجنا لجهاد، ولم نأخذ أهبته، وهموا بالانصراف فعصمهم الله حتى حاربوا، عن أبي علي).