تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {واغضض من صوتك}

صفحة 43 - الجزء 5

  وقيل: لا تعبس في وجوه الناس.

  وقال تعالى: {وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً} أي بطرا وبساطا وخيلاء؛ لأن الله {لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ}، أي: متكبر على الناس، مستطيل عليهم.

  وقوله تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} أي امش متواضعا ويكون مشيك وسطا لا ثقيلا ودبيبا كمشي المتماوتين، ولا تثب وثب الشطار.

  قال في الكشاف: قال رسول الله ÷: «سرعة المشي يذهب بهاء المؤمن»⁣(⁣١).

  وأما قول عائشة في عمر ¥ كان إذا مشى أسرع فأراد بالسرعة أن لا يمشي مشي المتماوت، وهذا مع عدم الضرورة.

  تنبيه

  يقال: قد يمشي المتزوج بالثقل الكلي فهل له رخصة فقلنا: ظاهر النهي العموم وليس في قوله #: «كاد العروس أن يكون أميرا» ما يخرج من العموم.

  وقيد قيل: معنى واقصد في مشيك أسرع لتنفي عن نفسك الكبر.

  وهو غريب.

  وقيل: المراد لا تمش من غير قصد مصلحة؛ لأنه عبث.

  وقوله تعالى: {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} هذا نهي عن الجهل الكلي؛ لأن من غض لصوت التواضع ثم إن الله تعالى أكد هذا النهي بما يستقبح ذكره وصوته، وهو صوت الحمير.

  قيل: والحمار مثل في الذم التبليغ، وكذا نهاقه، ولهذا لما فحش ذكره كنوا عنه بطويل الأذان.


(١) أورده في كنز العمال عن أبي هريرة وعزاه إلى أبي نعيم في الحلية.