تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {ذلكم وصاكم به}

صفحة 272 - الجزء 3

  ثم إنه تعالى أكد ذلك وبين أنه يلزم العدل في القول ولو كان المقول له ذا قربى، وهي⁣(⁣١) كقوله تعالى: {وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ}.

  الحادية عشرة: قوله تعالى: {وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا} قيل: العهد الفرائض، وقيل: ما أوجبه باليمين عن أبي علي، وقيل: ما أمر به في هذه الآية.

  وقيل: ما يوجبه المرء على نفسه، وقيل: الكل مراد⁣(⁣٢)، وعن ابن عباس هذه الآيات محكمة لم ينسخ منها شيء.

  وقال كعب: أول التوراة هذه الآيات.

  وقوله تعالى: {ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ} تأكيدا آخر، وقوله تعالى: {وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ} قيل: اتباعه باعتقاد صحته، والعمل به، وفي ذلك دلالة على تعليم القرآن ليمكن الاتباع، لكن هو كسائر العلوم أنه فرض كفاية إلا ما يتعين على كل مكلف، كتعلم ما لا تصح الصلاة إلا به، فإنه يجب عليه.

  قال الإمام يحيى: ويجب الارتحال لتعليم التكبيرة بالعربية لمن لا يحسن إلا بالفارسية؛ لأن ذلك يبقى⁣(⁣٣) بخلاف السفر لطلب الماء.

  وقال أبو علي: يجب على الآباء تعليم الأولاد القرآن، وفيه تأويلات.

  قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها}⁣[الأنعام: ١٥٨].

  قيل: ذلك حالة الإلجاء.


(١) في ب (وهو كقوله تعالى ..).

(٢) وهو قوي. (ح / ص).

(٣) لعله يريد أنه يبقى في زمان متطاول. وقد تكون الكتابة (يتقى) لأنها غير منقوطة في النسخ التي بين يدي، ومعناه أنه يمكن اتقاؤه بالتعلم، بخلاف عدم الماء، فإنه في مواطن لا يمكن اتقاؤه.