وقوله تعالى: {وأن تقوموا لليتامى بالقسط}
  فقال تعالى: {قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ} أي: يبين لكم، وقوله تعالى: {وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ} أي: ويبين ما يتلى عليكم في الكتاب في أمر اليتامى، وهو قوله في النساء: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى}[النساء: ٣] فالتييين من الله تعالى ومن المتلو، وقيل: المعنى ويسألونك عما يتلى عليهم.
  قال جار الله(١) ويجوز أن يكون قوله: {وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ} جملة معترضة، وأن {وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ} مبتدأ خبره {فِي الْكِتابِ}، وأراد اللوح المحفوظ، وذلك تعظيما للمتلو، ويجوز أن يكون قسما أي: يفتيكم، وأقسم بما يتلى في الكتاب، والإضافة في {يَتامَى النِّساءِ} بمعنى: من، مثل سحق عمامة(٢).
  وقوله تعالى: {وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتامى بِالْقِسْطِ} قيل: هو معطوف على {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ} والمعنى: يفتيكم في {يَتامَى النِّساءِ} وفي {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ} وفي {وَأَنْ تَقُومُوا} فيكون محله الجر، ويجوز أن يكون محله النصب، بمعنى: ويأمركم أن تقوموا، ويجوز أن يكون خطابا للأوصياء أو للأئمة.
  وقوله: {ما كُتِبَ لَهُنَ} فيه أقوال للمفسرين:
  الأول: أن المراد ما فرض الله لهن من الميراث؛ لأنهم كانوا لا يورثوهن، وهذا مروي عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، وقتادة، ومجاهد وإبراهيم، وابن زيد
  وقيل: ما كتب لهن من الصداق عن عائشة؛ لأنهم كانوا لا يوفون لليتامى اللائي يكون عليهن صداقا، وهذا قول أبي علي، وقيل: المهر
(١) في الكشاف: ويجوز أن يكون {ما يُتْلى عَلَيْكُمْ} مبتدأ و {فِي الْكِتابِ} خبره على أنها حملة معترضة بإلخ ... والمؤلف أخذ المعنى.
(٢) الكشاف (١/ ٥٦٧).