تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {ومما أخرجنا لكم من الأرض}

صفحة 111 - الجزء 2

  وقوله تعالى: {وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} أي: ومن طيبات ما أخرجنا لكم من الأرض، فحذف لفظ (الطيبات) لتقدم ذكرها، وأراد ما يخرج من الثمار، والزروع والمعادن.

  خبر رواه في الثعلبي قال: (دخل النبي ÷ على أم معبد حائطا، فقال: يا أم معبد من غرس هذا النخل أمسلم أم كافر؟ فقالت: بل مسلم، قال: فلا يغرس المسلم غرسا فيأكل منه إنسان، ولا دابة، ولا طير، إلا كانت له صدقة إلى يوم القيامة).

  وعن مالك بن دينار: قرأت في التوراة: (طوبى لمن أكل من ثمرة يديه).

  وعنه ÷: (التمسوا الرزق في خبايا الأرض). شعر:

  تتبع خبايا الأرض وابغ مليكها ... لعلك يوما أن تجاب فترزقا

  قيل: أراد بالخبايا: المعادن، وقيل: ما تخرج الأرض من الثمار والزروع.

  وقوله تعالى: {وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ} أي: لا تقصدوا إليه، قال الأعشى:

  تيممت قيسا وكم دونه ... من الأرض من مهمه ذي شرف⁣(⁣١)

  الشرف: المكان المرتفع.

  خبر رواه في الثعلبي: أن رجلا جاء بعذق حشف، فلما أبصبره رسول الله ÷ قال: (من جاء بهذا العذق الحشف؟ قالوا: لا ندري يا رسول الله، قال: بئس ما صنع هذا).

  وفي بعض الأخبار: (أما إن صاحب هذا ليأكل الحشف يوم القيامة)


(١) رواية الضياء (ذي شزن) بالنون، والقصيدة نونية، بدليل ما بعده وما قبله.