قوله تعالى: {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله}
  قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ}[البقرة: ١٤٠]
  في معنى الآية وجوه:
  الأول: قول أبي علي، وأكثر المفسرين: إن المراد من أظلم من هؤلاء الذين كتموا شهادة الله عندهم؟ فالمعنى: كتم شهادة الله عنده - أن الله شهد بها، وهي شهادة الله لإبراهيم بالحنيفية.
  الوجه الثاني: عن أبي القاسم، وأبي مسلم: أن المعنى: ومن أظلم في كتمان الشهادة من الله لو كتمها، يعني: لو كانوا هودا لأخبر تعالى بذلك.
  الوجه الثالث: أن المعنى: من كتم شهادة من عباد الله، وهذا راجع إلى اليهود والنصارى.
  قيل: لأنهم كتموا الشهادة بأن الأنبياء كانوا على الإسلام، وهذا مروي عن مجاهد، والربيع. وقيل: كتموا الشهادة التي عندهم بنبوة محمد ÷، وهذا مروي عن الحسن، وقتادة، وأبي علي.
  قال الحاكم(١): وقد دلت الآية على حظر كتمان الشهادة لعموم اللفظ، فيدخل في ذلك كتمان العلوم، والديانات، والشهادة بالحقوق، والفتاوى.
(١) ولفظ الحاكم في التهذيب (الآية تدل على حظر كتمان كل شهادة ووجوب اقامتها، لأنه وإن تعلق بما قبله، فالمعتبر عموم اللفظ، فيدخل فيه كتمان العلوم والديانات، التي اوجب الله تعالى اظهارها، والدعاء اليها، ويدخل فيه الشهادات بالحقوق).