تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فهو خير له}

صفحة 290 - الجزء 4

  والتعظيم: هو معرفة حقوقها، والمراعاة لها.

قوله تعالى: {فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ}

  أي مما يستعمله في أمر دنياه.

وقوله تعالى: {وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ}.

  المعنى: أحلت لكم الإبل، والبقر، والغنم، إلا ما حرمت عليكم نحو ما ورد في المائدة من قوله: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ} إلى آخر الآية، ونحو قوله تعالى: {وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ ما دُمْتُمْ حُرُماً}⁣[المائدة: ٩٦] قال جار الله: والمعنى حافظوا على حدوده وإياكم أن تحرموا مما أحل شيئا كتحريم عبدة الأوثان البحيرة والسائبة وغير ذلك، وأن يحلوا مما حرم الله كإحلالهم أكل الموقوذة والميتة، وغير ذلك.

  وقيل: أراد بالأنعام ما يحل أكله وذبحه.

وقوله تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}.

  يعني اجتنبوا عبادة الأوثان وتعظيمها.

  {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} قيل: أراد الكذب جملة، وقيل: قولهم الأوثان إلها.

  وقيل: تلبيتهم الأوثان، وهي قولهم: لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك. وقيل: أراد شهادة الزور.

  قال في الكشاف: وعن النبي ÷ أنه صلى الصبح فلما سلم قام قائما واستقبل الناس بوجهه وقال: «عدلت شهادة الزور الإشراك بالله، عدلت شهادة الزور الإشراك بالله، عدلت شهادة الزور الإشراك بالله، وتلى هذه الآية» وسمّى الأوثان رجسا على طريق التشبيه؛ لأنهم ينفرون عن الرجس.