تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {الذي جمع مالا وعدده}

صفحة 524 - الجزء 5

  قال في الكشاف: وقرئ {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} - بسكون الميم - وهو المسخرة، الذي يأتي بالأوابد والأضاحيك فيضحك منه ويشتم.

قوله تعالى: {الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ}

  قرئ (جمع) بالتخفيف والتشديد في السبع، وعدده: القراءة الظاهرة بالتشديد، وقرئ في الشاذ بالتخفيف، ومعناه: أحصى عدده أو جمع ماله، وقومه الذين ينصرونه، من قولك: فلان ذو عدد وعدد، إذا كان له عدد وافر من الأنصار، وما يصلحهم.

  وقيل: وعدّده بمعنى عدّه، لكن فك الادغام، وقيل: عدّده أي: جعله ذخرا له لنوائب الدهر. وقيل: جعله عتادا له عن مقاتل، والمراد جمع مالا من غير حله، ومنعه حقه.

  وروي أنه كان للأخنس بن شريق أربعة آلاف دينار وقيل عشرة آلاف.

  وعن الحسن ¥: أنه عاد موسرا فقال: ما تقول في الورق⁣(⁣١) لم أفتد بها من لئيم، ولا تفضلت على كريم، قال: ولكن لما ذا؟ قال: لنبوة الزمان وجفوة السلطان، ونوائب الدهر، ومخافة الفقر، قال: إذا تدعه لمن لا يحمدك، وترد على من لا يعذرك.

وقوله تعالى: {يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ}

  يعني: طول المال أمله، ومناه الأماني البعيدة.

  ثمرة ذلك: تحريم ما ذكر من الهمز واللمز وتجميع المال على وجه لا يحل، ومنع حقه، والمكاثرة به، والمفاخرة بالقول، وتحريم اعتياد التعجيب والتضحيك. وأما كون الهمز واللمز يقطع بكبره فإذا كان ذلك لرسول الله ÷ كان كفرا.

  قال الإمام يحيى: وأما الأئمة والعلماء فيكون فسقا، ولغيرهم لا يقطع بكبره، وما وردت فيه الآية بالوعيد كان من الكفار، وكان لرسول الله ÷ فذلك ورد فيه الوعيد.


(١) في الكشاف ألوف تمت.