قوله تعالى: {ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}
  وأسمر خطيا كأن كعوبه ... نوى القسب قد أربى ذراعا على العشر
  والمعنى: لا تنقضوا لأجل وجود من يظاهركم فيكونوا أكثر.
  قوله تعالى: {وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّما عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ}[النحل: ٩٥ - ٩٦]
  النزول
  قيل: إن رجلين اختصما في أرض إلى رسول الله: فقضى باليمين على من هي معه.
  فقال المدعي: إنه لا يبالي أن يحلف، فقال ÷: «ليس لك إلا يمينه برا كان أو فاجرا إن لم يكن لك بينة».
  قال: فأحلفه، فنزلت الآية فتلاها ÷ عليهما، فقال المدعى عليه الأرض أرضه.
  وقيل: المعنى لا تنقضوا عهد الله، وبيعة رسول الله بما يمنيكم كفار قريش من الدنيا؛ إن رجعتم إليهم.
  وثمرة الآية:
  وجوب الوفاء بالعهد، وتحريم أخذ العوض على ترك شيء من أمور
= وأسمر خطيا كأن كعوبه نوى القسب قد أرمى ذراعا على العشر.
قال ابن بري هذا البيت يذكر أنه لحاتم الطائي ولم أجده في شعره وأرمى وأربى لغتان. قال الليث: ومن قاله بالصاد فقد أخطأ ونوى القسب: أصلب النوى، والقسابة: ردئ التمر والقسب: الصلب الشديد تمت.