تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {الأعراب أشد كفرا}

صفحة 474 - الجزء 3

  قال في التهذيب: وعن أبي علي أنه يكون رضاء بالفعل.

  وقال أبو هاشم: لا يكون رضا بالفعل، وصححه الحاكم،

  وعلى هذا تفريع وهو في مدح الظلمة، ونحوهم من أهل الكبائر⁣(⁣١) فالمذهب أنه يكون معصية، إلا أن يكون تقية أو يفعل ذلك لمصلحة ويوري به، فإن لم يكن كذلك لم يكن رضاء بالمعصية على قول أبي هاشم، وعلى قول أبي علي يكون رضاء بالفعل، فيكفر إن رضي به بتعظيم الكافر، ويفسق إن رضي بتعظيم الفاسق.

  وقد فرع على هذا: مدح الظلمة على المنابر، فإنه يكفر على قول أبي علي، وقد ذكره⁣(⁣٢) ... لا على قول أبي هاشم؛ فإن تعظيم الظالم لا يكون رضاء بكفره.

  ولو عظمه لمصلحة كرجوى الإسلام أو نصرة الدين ونحو ذلك، جاز كما أنه ÷ رفع لعدي بن حاتم المخدة، وهم بالصلاة على عبد الله بن أبي على ما تقدم، ولعل الخلاف إذا مدحه لأجل كفره أو عظّمه لأجل كفره لا إذا مدحه لأمر آخر.

قوله تعالى: {الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً}.

  قيل: أراد من سكن البادية، وذلك لبعدهم عن سماع الشرائع، وملابسة أهل الحق، وفي هذا إشارة إلى ذم سكون البادية، وهو يطابق قوله ÷: «من بدا فقد جفا».


(١) بياض في الأصل.

(٢) بياض في الأصل.